هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية واللغة العربية؟

الذكاء الاصطناعي بين الإبهار والخطر

الذكاء الاصطناعي لا يُنتج علمًا شرعيًا موثوقًا

لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج معرفة شرعية موثوقة، إذ يعتمد العلماء في البحث الفقهي والحديثي على تتبع دقيق للمصادر. في المقابل، تبني الآلات ردودها على بيانات غير مكتملة.

  • أولًا، لا يُؤدي استقراءً تامًا للنصوص.
  • ثانيًا، يخلط بين الروايات ويسقط العزو كثيرًا.
  • أخيرًا، يعجز عن إدراك المقاصد الفقهية للنصوص.

علوم اللغة لا تُستقى من الآلات

من جهة أخرى، نجد أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية يوقع في أخطاء فادحة. فالبلاغة والسياق والذوق اللغوي عناصر لا تستطيع الآلة استيعابها.

  • على سبيل المثال، تُذكر الشواهد من غير تثبت علمي.
  • كذلك، تُختار الأساليب بلا وعي بلاغي.
  • وفوق ذلك، يفتقد النظام الذوق اللغوي المطلوب.

الأداء غير ثابت والاستجابة غير موثوقة

بالرغم من بعض النجاحات، إلا أن أداء الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الثبات. فحتى في الأسئلة السهلة، يكرر الجهاز الخطأ رغم التنبيه.

  • من ذلك أنه يتجاهل التصويبات السابقة.
  • ويفسر المسائل الجديدة بطريقة خاطئة.
  • كما أنه يغفل الواقع ولا يراعي مآلات الفتوى.

البيانات تُخزن والمخاطر قائمة

كل ما يكتبه المستخدم يتم تخزينه فعليًا، وهذا يثير مخاوف حول الخصوصية وسرية المعلومات.

  • من جهة، تُستخرج المعلومات لاحقًا لأغراض تحليلية.
  • ومن جهة أخرى، تُستخدم البيانات لفهم التوجهات الفكرية.
  • وقد يُساء فهم الباحثين استنادًا إلى مدخلاتهم.

لا ينبغي الانبهار: الذكاء الاصطناعي من صنع البشر

في نهاية المطاف، الذكاء الاصطناعي مجرد أداة بشرية. لا يحمل العلم ولا يُفتى في الدين، بل ينقل ما قُدم له فقط، ويخطئ كما يخطئ من صنعه.

  • إذ لا يستطيع أن يحل محل العلماء الحقيقيين.
  • ولا يمتلك الأهلية للإفتاء الشرعي.
  • كما لا يمكن الوثوق به في الفقه أو اللغة.

خلاصة المقال

لهذا السبب، لا يصلح الذكاء الاصطناعي أن يكون مرجعًا في العلوم الشرعية أو علوم اللغة. فهو لا يستقرئ الحديث استقراءً علميًا، ولا يُتقن الفقه، ولا يفهم البيان العربي كما ينبغي. من الأفضل، إذًا، أن نستفيد منه كأداة مساعدة، لا أن نُسلم له قيادة العلم.

 

 

مقالات ذات صلة