التفكير الموضوعي: مفتاح النهضة والوعي

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه المعلومات، تزداد الحاجة إلى التفكير الموضوعي، الذي يقوم على التجرد من الهوى والانفعال، والتعامل مع الأمور بميزان العقل والعدل. فما هو التفكير؟ وكيف دعانا القرآن إليه؟ ولماذا يحتاجه عالمنا الإسلامي اليوم أكثر من أي وقت مضى؟

ما هو التفكير؟

التفكير هو نشاط عقلي يهدف إلى الوصول إلى فهم، أو حل، أو قرار، أو رؤية. وهو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات. والتفكير الموضوعي هو نمط خاص من التفكير، يقوم على احترام الحقائق، والابتعاد عن التحيز، وتحليل الأمور بنزاهة.

القرآن يدعو إلى التفكير

لو تأملنا في آيات القرآن، لوجدنا عشرات المواضع التي تُذَكِّر الإنسان بعقله، وتأمره بالنظر والتفكر والتدبر، مثل قوله تعالى: أفلا تتفكرون، وأفلا يعقلون، وإن في ذلك لآيات لقوم يعقلون. وهذا يدل على أن الإسلام يحث على التفكير لا الجمود، وعلى الفهم لا التقليد الأعمى.

حال العالم الإسلامي وحاجته إلى التفكير

يعاني العالم الإسلامي من أزمات فكرية واجتماعية واقتصادية، ولا يمكن الخروج منها إلا إذا استعدنا أدوات النهضة، وعلى رأسها التفكير السليم. فالتفكير الموضوعي هو مفتاح الإصلاح الحقيقي، لأنه يُنتج قرارات راشدة ورؤى ناضجة.

تحسين التفكير يبدأ بالقراءة

القراءة الواعية هي المدخل الأول لتحسين التفكير. فالعقل لا يعمل في فراغ، بل يحتاج إلى مادة يُعمل فيها. والقراءة توسّع الأفق، وتكسر حواجز الجهل، وتغذي العقل بالأفكار التي تعينه على المقارنة والتحليل.

التفكير العلمي

التفكير العلمي لا يعني الاقتصار على العلوم التجريبية، بل هو أسلوب في النظر إلى الأشياء من خلال الملاحظة، والتجربة، والاستنتاج، واحترام الأدلة. وهو ما نفتقر إليه كثيرًا في ثقافتنا اليومية، التي يغلب عليها الانفعال والتقليد.

ما بين القراءة والتفكير

العلاقة بين القراءة والتفكير علاقة عضوية. فكل قراءة جادة تفتح أمام القارئ أبوابًا للتفكير، وكل تفكير مثمر يحتاج إلى زاد من المعرفة. لذلك، لا بد أن نربي أبناءنا وطلابنا على حب القراءة، وربطها بالتحليل والنقد والاستنتاج.

ماذا نقرأ؟

علينا أن نقرأ ما ينمّي عقولنا ويهذب أرواحنا، لا ما يقتل وقتنا ويزيد من سطحيتنا. ولعل من أبرز الكتب التي تعين على ترشيد التفكير كتاب فصول في التفكير الموضوعي للدكتور عبد الكريم بكار، الذي يقدم خلاصة تجربة فكرية غنية في هذا الباب.

يمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط المباشر.

خاتمة

التفكير نعمة ربانية، وواجب حضاري، ومطلب شرعي. وإذا أردنا لأمتنا أن تنهض، فعلينا أن نعيد الاعتبار للتفكير الموضوعي، في بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا وإعلامنا. فالتغيير يبدأ من الفكر، ولا صلاح بلا عقل يعمل.


 

 

مقالات ذات صلة