التسويف في إنجاز الأعمال وأثره على طالب العلم
المقدمة
يُعَدُّ التسويف في إنجاز الأعمال من أكبر العوائق التي تواجه طالب العلم،
إذ يُضيِّع عليه أوقاتاً ثمينة كان يمكن استثمارها في طلب العلم الشرعي أو مراجعة الدروس.
والتسويف لا يقتصر أثره على ضياع الوقت فحسب، بل يمتد ليؤثر في جودة التحصيل العلمي،
ويضعف الإرادة، ويجعل الطالب يعيش في دائرة من التأجيل المستمر.
أسباب التسويف
1. ضعف إدارة الوقت
كثير من طلاب العلم يفتقدون إلى خطة يومية واضحة، مما يجعلهم عرضة لتأجيل الأعمال
وعدم استغلال الساعات الثمينة في النهار.
2. غياب الهدف الواضح
الطالب الذي لا يعرف ماذا يريد، ولا يحدد أولوياته، يسهل عليه أن يماطل
في قراءة كتاب أو حضور درس أو كتابة بحث.
3. الكسل والتراخي
الميل إلى الراحة والركون إلى الكسل من أبرز أسباب التسويف،
وقد حذَّر العلماء من أن العجز والكسل يقطعان الطريق على طالب العلم.
4. الخوف من الفشل
أحياناً يكون السبب هو الخوف من عدم الإتقان أو مواجهة النقد،
فيؤجل الطالب البدء بالعمل بدلاً من مواجهة التحدي.
حلول للتغلب على التسويف
1. وضع خطة واضحة
كتابة جدول يومي أو أسبوعي يساعد الطالب على تحديد المهام بوضوح
وتنظيم وقته بما يحقق الإنجاز.
2. البدء بالأهم فالمهم
ترتيب الأولويات من القواعد الأساسية في محاربة التسويف،
قال العلماء: “من شُغِل بالأهم فاته المهم، ومن شُغِل بالمهم فاته الأهم”.
3. تقسيم المهام الكبيرة
تحويل المشروع الكبير إلى مهام صغيرة قابلة للإنجاز يخفف من الضغط النفسي
ويشجع على الاستمرار.
4. الاستعانة بالله وطلب العون
لا غنى لطالب العلم عن الدعاء والاعتماد على الله تعالى،
فهو الموفق للخير والمعين على تجاوز العقبات.
الخاتمة
إن التسويف عدو خفي لطالب العلم، يسرق من عمره
ويمنعه من إدراك مراتب عالية في العلم والعمل. والحل يكمن
في وضوح الهدف، وحسن إدارة الوقت، والبدء الفوري دون تأجيل.
وعلى كل طالب علم أن يتذكر أن عمره هو رأس ماله،
فلا يضيّعه في التسويف والمماطلة.