الفراغ العاطفي عند الأطفال: قراءة شرعية ونفسية في ظاهرة التعلق بالغرباء






الفراغ العاطفي عند الأطفال: قراءة شرعية ونفسية في ظاهرة التعلق بالغرباء





الفراغ العاطفي عند الأطفال: قراءة شرعية ونفسية في ظاهرة التعلق بالغرباء

تثير مشاهد تعلق بعض الأطفال بالغرباء إلى حد البكاء والالتصاق تساؤلات تربوية ونفسية عميقة. هل هو أثر كاريزما شخصية، أم انعكاس لفراغ عاطفي داخل الأسرة؟ هذه المقالة تحاول قراءة الظاهرة من خلال النصوص الشرعية ومنهج علم النفس التربوي.

أولًا: التفسير الشرعي

  1. أكّد النبي ﷺ على الرحمة بالصغير فقال: «ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا» (رواه الترمذي). فالرحمة هنا واجب إنساني وتربوي.
  2. القرآن الكريم أشار إلى أثر الفراغ الوجداني في قوله تعالى عن أم موسى: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} (القصص: 10).
  3. السنة العملية للنبي ﷺ أبرزت أهمية الإشباع العاطفي من خلال تقبيل الحسن والحسين، وإطالة السجود لهما عند لعبهما.

ثانيًا: التفسير النفسي

  1. يعرّف علم النفس التربوي الحرمان العاطفي بأنه النقص المستمر في حصول الطفل على الحب والاحتواء من والديه.
  2. تشير الدراسات إلى أن الأطفال المحرومين عاطفيًا يظهرون سلوكيات تعلق مبالغ فيها بالغرباء أو المعلمين أو أي شخصية بديلة تمنحهم الحنان.
  3. هذا النمط قد ينعكس لاحقًا في اضطرابات الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية.

ثالثًا: الأسباب

  1. انشغال الوالدين بالعمل أو التقنية على حساب التفاعل مع الأبناء.
  2. ضعف الوعي التربوي لدى بعض الأسر بأهمية الحنان كاحتياج أساسي.
  3. غياب مؤسسات دعم الطفولة التي تقدم بدائل صحية للتنشئة.

رابعًا: الحلول العملية

  1. تعزيز الوعي الأسري بأن الحنان والاحتضان عبادة وقربة، لا مجرد سلوك اختياري.
  2. بناء برامج دعم مجتمعية تُعنى بصحة الطفل النفسية والاجتماعية.
  3. إدماج أنشطة مدرسية وتربوية تعزز التعبير العاطفي والثقة بالنفس.
  4. إجراء دراسات علمية لرصد الظاهرة وتقديم حلول واقعية.

الخلاصة: الطفل الذي يشبع بالحنان في أسرته لا يحتاج أن يبحث عن صدر بديل في الخارج.

المراجع: القرآن الكريم (القصص: 10)، الأحاديث النبوية (رواه البخاري والترمذي). مفاهيم من علم النفس التربوي حول الحرمان العاطفي.

مقالات ذات صلة